قصة إنشاء المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية وصمود العائلات وجهودهم
تمثل قضية المفقودين في سوريا مأساة إنسانية عميقة طالما سببت معاناة لا حدود لها للعائلات. ولأن التقدم في حل هذه القضية كان محدودًا، طوّرت مجموعة من خمس روابط للضحايا ميثاقاً يوضح رؤيتهم/ن ومطالبهم/ن في الحقيقة والعدالة. ومضت المجموعة في المناصرة نحو تأسيس كيان دولي يسعى للبحث عن جميع المفقودين في سوريا.
بعد سنوات من العمل والمناصرة صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إنشاء المؤسسة المستقلة دعماً لحق الضحايا في معرفة مصير أحبائهم.
بعد اعتماد القرار تم تشكيل فريق تأسيسي للقيام بمهام أولية بالتشاور مع عائلات المفقودين والناجين والناجيات ومنظمات المجتمع المدني تمهيدًا لإطلاق المؤسسة.
بعد العديد من المشاورات مع الضحايا ومنظمات المجتمع المدني، تم نشر الوثيقة التي توضح مبادئ ومفاهيم أساسية خاصة بمهام المؤسسة وعملها المستقبلي، بما في ذلك عدد من المهام لعام 2024. وتوضح الوثيقة أيضاً السبل المختلفة لمشاركة العائلات والناجين والناجيات في عمل وهيكل المؤسسة.
اختار الأمين العام للأمم المتحدة مدينة جنيف في سويسرا كمقر للمؤسسة المستقلة بهدف تسهيل التعاون بشكل أكبر مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وغيرها ذات الصلة الموجودة هناك.
قدمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إحاطة للجمعية العامة حول التحضيرات التي أنجزت لتمكين المؤسسة من إطلاق عملها بالكامل بشكل سريع. وسلطت الاحاطة الضوء على معاناة العائلات والصعوبات المتزايدة التي يوجهونها هم والناجون والناجيات في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
مع انتهاء عمل الفريق التأسيسي في 31 آذار بدأت المؤسسة المستقلة عملها اعتباراً من 1 نيسان. وحرصًا على تطوير سبل العمل المتعلقة بالبحث والدعم بناءاً على آراء الضحايا ومنظمات المجتمع المدني يواصل فريق المؤسسة لقاءاته مع الضحايا بما في ذلك عائلات المفقودين والناجين والناجيات ومنظمات المجتمع المدني. كما يعمل الفريق على بناء هيكلية المؤسسة واستكمال البنية التنظيمية من ميزانية واختيار المكاتب وتوظيف الكوادر.
قدم الأمين العام تقريرًا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوضح الأنشطة التي تم اتخاذها في عام 2024 نحو التفعيل الكامل للمؤسسة المستقلة. سلط التقرير الضوء على التفاعل مع الأسر والناجين والناجيات ومع منظمات المجتمع المدني بين كانون الثاني وأيلول 2024، حيث تم التواصل مع ما يقارب 500 ضحية وأكثر من 200 منظمة من منظمات المجتمع المدني. كما أشار التقرير إلى التفاعل مع الجهات الدولية المعنية بالإضافة إلى التقدم في المسائل الإدارية والموضوعية.
كاستجابة فورية للسياق سريع التغير في سوريا، دعت المؤسسة المستقلة إلى حماية وحفظ المعلومات والبيانات والأماكن ذات الأهمية في توضيح مصير الأشخاص المفقودين وأماكن وجودهم. كما دعت جميع الأطراف للتعاون معها، وطالبت السلطات في سوريا بتيسير عملها. بدأت المؤسسة المستقلة في تلقي المعلومات ذات الصلة بتحديد مصير وأماكن وجود الأشخاص المفقودين من الأطراف المعنية.
في 19 كانون الأول 2024، عيّن الأمين العام كارلا كينتانا من المكسيك لتكون أول رئيسة للمؤسسة المستقلة.